English
مقال رأي
نحن شركة استشارات، فلمَ التدوين؟
أسبابنا للتدوين
إيناس الحملي
May 2, 2024
عن رؤية
الإمارات
ريادة الفكر

يقدّم العالم الافتراضي الواسع من حولنا أنواعًا مختلفة من المحتوى، فلم قد ترغبون في قراءة ما نقدمه لكم في هذه المدوّنة؟

أميل هنا إلى حثّكم على تجنب إمضاء وقتكم في قراءة ما لا يهمكم، ولكنني من ناحية أخرى، ليس بوسعي إنكار رغبتي في جعل هذه المدونة مساحة حيوية تجذب القراء إليها.

في واقع الأمر، إن أحد أهم الأسباب لإطلاقنا هذه المدونة هو إشباع شغفنا للكتابة والإبداع. وبلا شك يتصدر ذلك قائمة أولوياتنا، قبل أي رغبة أخرى لدينا أو محاولة للحصول على مشاركات واسعة.

ولا أقصد بذلك أن تتوقفوا عن قراءة مدونتنا، على العكس من ذلك، نحن نشجعكم على متابعتنا والتمتع بالحيّز الصغير الذي أنشأناه على شبكة الإنترنت، ليكون مساحةً مريحةً لقادة الفكر، لذا يسعدنا أن تقرأوا ما نقدمه من محتوى. وانطلاقًا من كوننا في الأصل شركة استشارية، فإننا نتقيد في الغالب بخيارات العملاء وما يطلبونه في المحتوى الذي نصنعه لهم. 

قد نقترح على العميل موضوعًا ما، أو نبرة محددة للنص الذي نكتبه له، أو مبادئ توجيهية معينة للكتابة، إلّا أنّنا في نهاية المطاف نكتب له المحتوى الذي يود قراءته، مع الحفاظ على مصالحه بطبيعة الحال.

لقد ظلت مريم الدباغ، إحدى الشركاء المؤسسين لـشركة "رؤية"، تحلم على مدى أعوام طويلة بإطلاق مدوّنة تحمل اسم الشركة. لكن تأخرَ تحقيق هذا الحلم بسبب صِغَر الشركة خلال هذه الفترات، والتركيز على أولويات تسييرها وإدارتها وتغطية النفقات. الآن بحمد الله كبرت رؤية وتوسعت بشكلٍ كبير، فخلال العام الماضي وحده نجحت الشركة في مضاعفة عدد موظفيها، وأصبحت تتعاقد على تولّي مشاريع أكبر حجمًا وأعلى ربحًا (قولوا ما شاء الله، أو امسكوا الخشب، أو أيّ حماية أخرى تؤمنون بها!). الآن، ومع زيادة الموارد التي تحققها الشركة، أصبح بمقدور مريم تحقيق حلمها، وتحويله إلى واقعٍ يساعد فيه ويدعمه الفريق بأكمله.    

لقد شعرت بفخر وسعادة كبيرين عندما كلفتني مريم بقيادة العمل في مسار إنشاء المدوّنة، وكانت حتّى قد حدثتني عن تلك المهمة منذ مقابلة عملي الأولى. بدأت عملي مع رؤية مستشارةً للعملاء، كان دوري في هذه الوظيفة تحديًا غامرًا تغلغل في خلاياي ودفعني لتجديد إحساسي بكياني، كما هو حال كل شخص حين يخوض تجربة جديدة. أمّا كتابة وتحرير النصوص القصيرة التي تتناول الواقع، فهما كاللحاف الخفيف، أتدثّر به للدفء والحماية. إنني أثمّن كثيرًا هذه الفرصة التي أُتيحت لي لإيجاد التوازنٍ المطلوب بين عملي مع العملاء وبين الكتابة الإبداعية. وما يزيد هذه الفرصة قيمةً هو أنني أحققها مع رؤية.

تتألف رؤية من أفراد يتمتعون بفكر متميز ورغبة جامحة في مشاركة المعارف التي يتميزون بها مع الآخرين. وقد تعودنا على الحوار الصريح المتدفق، الذي يبث النشاط في أروقة الشركة، ويساعد على تكوين الأفكار البنّاءة، إذ تؤمن رؤية بأن تبادل المعرفة هو ميّزة لها وواجب عليها، على حدٍ سواء، فبِه تنمو المجتمعات وتزدهر.

أما على صعيد المنفعة التي ستعود على الشركة عبر هذا العمل، فإن هذه المدوّنات تعمل كحلقة وصلٍ بين قرّاءها وكُتّابها، وهو ما يعزز الروابط الإنسانية بين الطرفين. فعندما ننشر محتوىً ممهورًا باسم واحدٍ منّا، فنحن بذلك نمدّ يد التعارف إلى العملاء المحتملين ليتسنّى لهم التعرف على جزء من شخصيات كتّابنا وطريقة تفكيرهم، مما يعني أن عملاءنا لن يكونوا على جهلٍ كاملٍ بأفراد شركتنا الذين يتعاملون معهم. ولأننا نفخر أيّما فخر بثقافة شركتنا، فإننا نحرص على مشاركتها مع كل عميل لدينا وكل زائر. وها نحن اليوم نطمح إلى التعريف بهذه الثقافة ونشرها عبر هذه المدوّنة لتصل إلى جمهورنا في أوسع نطاق ممكن.

إن كنت قد واصلت القراءة حتى هذه النقطة، فهذه دلالة على نجاحي في إثارة فضولك. ولتعلم بأننا كلنا شوق لاستهلال هذا المسار الجديد في رحلة رؤية، لتعريفكم بثمار عقول فريق الشركة وبنات أفكاره. وأملي أن تشاركونا بهجة هذه الرحلة الجديدة، وأن تنتفعوا بتجاربها.   

تجدنا هناFind it in English

إيناس الحملي

نشأت إيناس في سوريا والإمارات، وقد شكل شغفها بالكتب مسيرتها في الكتابة الإبداعية. تتفوق في الكتابة والتحرير والترجمة باللغتين العربية والإنجليزية، وتحافظ على جودة موقع رؤية الإلكتروني وتحديثه.
يمكنك التواصل مع
إيناس الحملي
عن طريق
einas.alhamali@rpr.ae
شارك مشاركة المدونة هذه على